Test1Test2

السلطنة الكثيرية: إمبراطورية حضرمية ازدهرت 500 عام ثم اختفت

في قلب حضرموت، نشأت واحدة من أبرز القوى السياسية في جنوب الجزيرة العربية: السلطنة الكثيرية. قوة امتد نفوذها من وادي حضرموت إلى سواحل ظفار والجوف وأبين، وتصدّت للغزو البرتغالي، وأقامت علاقات تجارية مع الصين، وخلّفت وراءها إرثًا من العلم، والعمارة، والعملة.
لكن، وبعد أكثر من خمسة قرون، اختفت فجأة… فما الذي حدث؟


🏛️ النشأة والتأسيس

تعود جذور الكثيريين إلى القرن السابع الهجري، حيث استقروا في وادي حضرموت بعد سلسلة من التحالفات والصراعات. وفي عام 1379م، تأسست السلطنة الكثيرية رسميًا على يد أولاد الشيخ جعفر بن بدر بن محمد الكثيري، لكن أول من نظم الدولة بشكل فعلي كان السلطان علي بن عمر الكثيري.

توسعت السلطنة تحت حكمه لتشمل:

  • وادي حضرموت
  • أجزاء من ظفار والمهرة
  • مناطق من أبين والجوف

وكان لها دور تجاري بارز، خصوصًا في تجارة اللبان الظفاري مع الصين، حيث تبادل السلطان الهدايا والمبعوثين مع الإمبراطور الصيني.


📆 ثلاث سلطنات في قرون مختلفة

رغم تصوّر البعض أن السلطنة الكثيرية كيان واحد مستمر، إلا أنها مرت بثلاث فترات متقطعة:

🏰 السلطنة الأولى (1379 – 1730م)

  • استمرت 351 عامًا.
  • عرفت قوة وتوسعًا، لكنها عانت من صراعات داخلية.
  • واجهت الغزو البرتغالي عام 1523م، وتمكنت من صده.
  • سقطت رسميًا بعد مقتل السلطان جعفر بن عمر، إثر احتدام الخلافات داخل الأسرة الحاكمة.

🏰 السلطنة الثانية (حوالي 1800 – 1858م)

  • أعاد تأسيسها السلطان جعفر بن علي الكثيري بعد عودته من الهند.
  • نجح في إعادة الأمن وإنهاء الفوضى القبلية.
  • انهارت بعد اغتيال السلطان منصور بن عمر على يد السلطنة القعيطية المدعومة من بريطانيا.

🏰 السلطنة الثالثة (1845 – 1967م)

  • أسسها غالب بن محسن الكثيري بعد طرد القبائل اليافعية.
  • استعادت مناطق مهمة كـ تريم وسيئون والشحر مؤقتًا.
  • استمرت المعارك ضد السلطنة القعيطية حتى تم التوقيع على اتفاق صلح برعاية بريطانية عام 1937.
  • انتهت نهائيًا بعد ثورة أكتوبر 1963م وانسحاب بريطانيا من عدن عام 1967م.

🏆 أبرز إنجازات السلطنة الكثيرية

  • توحيد حضرموت بعد فترات طويلة من الانقسام.
  • مقاومة الغزو البرتغالي بشكل فعّال.
  • ازدهار اقتصادي ملحوظ بفضل التجارة.
  • إصدار عملة خاصة باسم “البقشة البدرية” عام 1530م.
  • نشر التعليم وتأسيس مدارس بارزة مثل المدرسة البدرية في الشحر.
  • بناء قصر سيئون، الذي استغرق بناؤه 15 سنة، ويُعد أكبر مبنى طيني في العالم، وتحول لاحقًا إلى متحف وطني.

📉 نهاية السلطنة

مع نجاح ثورات التحرر في الوطن العربي، وخصوصًا بعد ثورة 26 سبتمبر في شمال اليمن وثورة 14 أكتوبر في الجنوب، بدأ العد التنازلي للسلاطين، حيث:

  • قررت بريطانيا الانسحاب من اليمن عام 1966.
  • أعلنت الجبهة القومية جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية عام 1967.
  • تم إلغاء كافة السلطنات، بما فيها الكثيرية.
  • وكان السلطان حسين بن علي الكثيري آخر حاكم من آل كثير.

🧠 الخلاصة

السلطنة الكثيرية كانت أكثر من مجرد كيان قبلي أو محلي، بل كانت دولة قوية، ذات اقتصاد مزدهر، وحضور سياسي وعسكري في جنوب الجزيرة العربية.
سقطت بفعل الصراعات الداخلية، التدخلات الأجنبية، وتغيّر مسار التاريخ في المنطقة.


❓ أسئلة للتفكير:

  • هل انتهى فعلاً التدخل الأجنبي في اليمن بعد الاستقلال؟
  • أم عاد بأشكال جديدة؟
  • هل سبق وزرت قصر سيئون؟ وما أكثر ما لفتك فيه؟

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *